(من
دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ...) عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من دعا إلى هدى كان له من
الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة
كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً". رواه
مسلم .
معاني المفردات:
الهدى: ما دل الدليل الشرعي على أنه حق كالدعوة إلى إفراد الله بالعبادة.
ضلالة: ما دل الدليل الشرعي على أنه باطل كالدعوة إلى الغلو في الأولياء والصالحين.
من فوائد الحديث:
1- وجوب التثبت قبل دعوة الناس إلى شيء، خشية أن يكون ضلالة فيلحق الداعي وزر من اتبعه.
2- سعة فضل الله حيث يؤتي العبد مثل أجور من اتبعه في الخير دون أن ينقص من أجر التابع شيء.
3- الترغيب في الدعوة إلى الخير وإن قلّ ، والترهيب من الدعوة إلى الباطل وإن قلّ.
4- ضرورة البداءة بالتعلم قبل التصدي للدعوة لأن الدعوة على الجهل من أسباب نشر الباطل.
5-
الهدى والضلال لا يعرفان المعرفة التامة النافعة إلا من قبل الشرع، فعلى
الداعي إلى الله التجرد من التعصب ومتابعة الهوى واستفراغ الوسع في معرفة
الحق قبل الإقدام على الدعوة إلى الله .
6- أعظم الهدى الذي يدعى إليه
دعوة الناس إلى إفراد الله بالعبادة، وأعظم الضلال الذي يحذر منه اتخاذ
شركاء مع الله كدعاء الأولياء والاستغاثة بهم والذبح والنذر لهم.
7-
الحذر من إصدار الأشرطة أو الكتب أو المجلات أو إنشاء القنوات أو المواقع
على شبكة الانترنت أو غيرها من وسائل الإعلام إلا إذا كانت لنشر الخير
لعظيم تأثيرها في الناس خيراً وشراً .
8- إذا تاب من كان قد دعا الناس
إلى ضلالة وبقيت ضلالته تنتشر في الناس كمن دعا إلى بدعة أو إشاعة فاحشة أو
غناء وطرب ونحو ذلك ولا يزال الناس يتناقلون كتبه أو أشرطته. فهل تقبل
توبته؟ الصحيح أنه إذا صدق في التوبة وتبرأ من خطأه وتمكن من تحذير الناس
منه فليس عليه شيء. ومن أهل العلم من قال باستمرار أوزاره وهذا يدل على خطر
الأمر فليتق الله تعالى من وقع في شيء من ذلك والله أعلم.
للشيخ علي الحدادي