من سجايا شيخنا ابن باز
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الله بن مانع الروقي محافظة الشيخ على السنة وآدابها :
شيخنا عبد العزيز بن باز - حفظه الله - يسير على منهاج السلف علما وعملا
وعقيدة ، فمن سره أن ينظر إلى سلفي حقا فلينظر إلى هدى شيخنا وسمته ، فأدبه
في الدرس واللباس والجلوس ودخول المسجد والخروج منه والأكل والشرب
والمحادثة كله على نظام السنة حتى في لبس النعل يبدأ برجله اليمنى ويخلع
مبتدئا باليسرى.
وشيخنا - حفظه الله - من أذكياء العلماء ، فله ذهن وقاد ونظر ثاقب وربما
استصعب الأمر على الطلاب كلهم والمشايخ ، فيعيد ويكرر حتى يتضح الأمر ويبين
أصل المسألة ويسهلها على الطالب ، أشكل علي مرة فهم بعض الأحاديث فسألته
عنها فكرر علي وقال لي فهمت فقلت : نعم ، وقرئ على شيخنا مرة حديث لجرير بن
عبد الله البجلي وأخذ المؤلف يسرد الأسانيد إلى جرير فقرأ القارئ الأسانيد
إلى قوله عن جرير به . أي بالحديث فتصفحت على القارئ فقرأ عن جويرية فقال
الشيخ عن جرير به!
علم شيخنا بالرجال :
وشيخنا معدود من المحدثين في هذا العصر ، فالصحيحان والسنن تقرأ عليه من
دهور فيختم الكتاب ويعيده وهكذا وقلما يفوته حديث في الكتب الستة ، وقلما
يعزب عنه اسم رجل ، وشيخنا مستحضر . لجمهور أحاديث الكتب الستة خاصة أحاديث
الأحكام ، ومستحضر لجمهور - رجالها خاصة من تدور عليهم الأسانيد ، وقلما
يأمر بالبحث عن اسم رجل وعن الجرح والتعديل فيه وسمعته ما لا أحصي يسأل عن
أحاديث فيذكر درجتها وسبب الضعف إن كانت ضعيفة .
قوة ذاكرة الشيخ :
يقرأ على شيخنا كتب السنة وكتب أئمة الإسلام فيقف القارئ ويبتدئ الشيخ
الكلام ، فربما سرد الأحاديث المقروءة وشرحها حديثا حديثا ، ويذكر كلام
العلماء في الكتاب المقروء وينبه على ما فيه إن كان فيه غلط مع العلم أن
هذا في بداية القراءة وقد قرأ الطالب بعدها أحيانا صفحة ، فينبه الشيخ على
كلام المؤلف في أول القراءة .