مدخل:
قابل للنقاش عذابك يا أنت
لكنني قابل لعذابك دون نقاش
أفضل أن تستمري …
حديثك يزعجنـي …
وسياطك أروع ما وهبتك الطبيعة
أبدع ما أبدع الرب فيك
أنا شاكر لك حسن صنيعك بي
وجزاء الشكور المزيد
فزيدي عذابا
وكفي عن اللغو
أبغض ما وهبتك الطبيعة
هذا اللسان المسافر دون زمام
من الجاهلية حتى المحيط …
من الجاهلية حتى الخليج …
و أبشع ما صور الرب فيك
لسانك هذا المدجج
بالسجع و الشعر
و الجنس – بل بالجناس
وشتى مفاتن آدابنا العربية …
أرجوك لا تخرجيه
وظلي على صمتك العذب هذا
و إلا هلمي إلى الموت
...
قبل القبل:
هكذا
انظروا جيدا
ستموتون قبل انبلاج الصباح
اضغطوا جيدا
هكذا
...
القبل:
موتنا ليس معجزة
فانظروا جيدا
كيف ترتحل الروح دون عناء
وكيف نودع هذا الشقاء
بغير شقاء
وكيف نسجل آخر حرف
على دفتر الأمة العربية
دون مداد
وأعناقنا – هكذا –
بين أيد نفت كل مكرمة
هكذا بين أيد تقاسمها
الجبن و الخزي و الارتخاء
اضغطوا جيدا هكذا
جيدا هكذا أضـ ..ـغــ… طوا
هكذا أضغطوا جيدا
أسلموا الروح للراحة الأبدية
لا شك أن زبانية النار أرحم منا بنا
فاضغطوا جيدا هكذا..ها..ها..ها كذا
...
قبيل البعد:
خانق جو هذي الجهنم يا صاحبي
لست أفهم عنك ؟
أنا لم يطلب في لظاها مقامي
أتنوي الرجوع إذن ؟
أي نعم ..
قلب بيروت أرحب منها
وبيروت يا صاحبي رقعة من دمي
أرزها سوف يخضر بعد الحرائق
حلم ..
أجل و ليكن ..
سوف أبعـث
اعشق "بيروت" أكثر من ذي زمان
وأعبد "بيروت" أكثر من ذي زمان
ولكن عشقت ومت فداها ..
فداها ..
أجل فانتحار الحبيب احتجاج ..
أراك تفسر هذا الهروب فداء ..
ومن قال إنك يا صحبي قد هربت
وبيروت ساكنة فيك
صدقت فبيروت تتبعني سوف أبعث
أسكنها مثلما سكنتني
...
البعد:
عندما فارق الشعر ذات شقاء
حمى شاعر عاشق
أمسك هذا الشقي مسدسه هكذا
طاخ ..
مات حاوي.