قال فيها:
سكتُّ فقالوا هدنة مسالم *** وقلت، فقالوا ثورة من محارب.
وبينَ اختلاف النطق والسكْت للنُّهى *** مجال ظنون، واشتباه مسارب.
وما أنا إلا البحر يَلقاك ساكناً *** ويلقاك جيَّاشا مهولَ الغوارب.
وما في سكون البحر منجاة راسب *** ولا في ارتجاج البحر عصمت سارب.
ولي قلمٌ آليتُ أن لا أمدّه *** بفتل مُوار، أو بختل موارب.
جرى سابقا في الحقِّ ظمآنَ عائفاً *** لأموَاه دنياه الثِّرار الزَّغارب.
يسدِّدُهُ عقلٌ رسا فوق رَبْوة *** من العمر، روَّاها مَعين التجارب.
إذا ما اليراعُ الحرُّ صرَّ صريرُه *** نجا الباطل الهارِي بمهجة هارب.
ومن سيئات (...) أحلافُ فتنة *** وجودهمو إحدى الرزايا الكوارب.
ومن قَلمي انهلَّت سحائبُ نقمة *** عليهم بوَدْقٍ من سمام العقارب.
فيا نفس لا يقعدُ بك العجز، وانهضي *** بنصرة إخوان، وغوْث أقارب.
حرامٌ، قعودُ الحُرّ عن ذَوْد معتد *** رمى كلَّ ذود في البلاد بخارب.
وبَسْل ،سكوت الحر عن عسف ظالم *** رمى كلَّ جنب للعباد بضارب.
بسمَّن ذئبَ السُّوء قومي سفاهةً *** بما جبّ منهم من سَنامٍ وغارب.
وما كان جندُ الله أضعف ناصراً *** ولا سيفُه الماضي كليلَ المضارب.
ومن جنده ما حطّ أسوارَ(مارد) *** وما صنع الفار المَهين (بمارب).
ومن جُنده الأخلاقُ تسمو بأمَّة *** إلى أفْق سعد للسِّماك مقارب.
وتنحطُّ في قوم فيهوُون مثلَ ما *** ترى العين مهوى النجوم الغوارب.
ينال العُلا شعبٌ يقاد إلى العلى *** بنشوانَ، من نهر المجرّة شارب.
رعى الله من عُرب المشارق إخوةً *** تنادوْا فدوّى صوتهم في المغارب.
توافوْا على داعٍ من الحقّ مُسْمعٍ *** ووَفّوْا بنذر في ذِمام الأعارب.
هُموا رأسُ مالي، لا نضار وفضّة *** وهمْ ربحُ أعمالي ونُجْحُ مآربي.
وهمْ موردي الأصفى المروّي لغُلّتي *** إذا ما كدّرَتْ (أمُّ الخيار) مشاربي.
عيون البصائر:468.